وقفة ...
متى ما حمل الإنسانُ شيئاً من مشاعر الرحمة
وبعضاً من عواطف جيّاشة فليبشر بخير وليعلم أنه بإذن الله تعالى على هدى ...
فالداعية إذا لم ينطلق في
دعوته من شفقةٍ على حال المدعو فماذا عساه أن يُلاقي من ثمرة ؟ .. والأبُ إذا لم
تغلف تربيته لأولاده مشاعر الحنان فماذا يرجوا أن يرى ؟ ..
والأم إذا لم تعطف على
بناتها قبل أن تعنفهم أو توبخهم فهل تنتظر ثمرةً غير مرُةٍ كالعلقم ؟ ..
والمعلم إذا لم يحن على
طلابه ويمنحهم فرصة للتعلم ويبتدئ معهم بالرفق قبل النزع فماذا سيكون ذلك نهاية
السنة ؟ .. وغيرهم من المصلحين والقادات .
إنني لا أخوض في هذا الموضوع منطلقاً من
عاطفة صرفة بل أرغب في تمهيد أرضية خصبة لتحقيق ما نريد ونصبوا إليه .
وما
أزال أسترجع ذلك المشهد في مخيلتي حين كان ابن مسعود يضرب غلاماً له فسمع صوتاً من
خلفه ينادي : احلم أبا عبدالرحمن احلم أبا عبدالرحمن ، وإذ به رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
وإنني أحسب أن هذا العطف والحنان من أعظم
دعائم الحكمة والتي هي مطلب ملح لكل عمل ، جعلنا الله وإياكم من الحكماء وممن
يحملون راية الحلم والرفق .
كتبه .. سامي الجارالله
1431 هـ